خبير جيولوجي: غزارة بعض هذه الينابيع تزيد عن ثلاثة أمتار مكعبة في الثانية
بينت دراسات أجرتها الهيئة العامة للاستشعار عن بعد وجود ينابيع مياه عذبة غير مستغلة داخل البحر قبالة الشواطئ السورية.

وأجرت الهيئة العامة للاستشعار عن بعد أجرت دراسات جيولوجية وهيدروجيولوجية للمنطقة الساحلية, ونفذت عمليات مسح حراري جوي غطى كامل الشاطئ السوري من رأس البسيط شمال محافظة اللاذقية حتى الحدود اللبنانية جنوباً بعرض 8 كم.
ونتج عن هذه الدراسات العثور على 56 تجمعا للمياه العذبة تحت البحر, منها 14 نبعا للمياه العذبة مقابل الساحل السوري.
وقال الخبير الجيولوجي: ظافر يازجي إن "أهم الينابيع الموجودة قبالة الشواطئ السورية يقع في منطقة الباطية جنوب بانياس", مشيرا إلى أن "غزارة بعض هذه الينابيع كبيرة وتزيد عن ثلاثة أمتار مكعبة في الثانية".
وتعد غزارة هذه الينابيع كبيرة مقارنة بغزارة نبع عين الفيجة في دمشق التي تدنت هذا الشتاء إلى نحو 8ر0 متر مكعب بالثانية وهو أقل مستوى وصلت إليها في الأعوام الأخيرة.
وأضاف يازجي أن المشكلة الأساسية في استثمار الينابيع الموجودة داخل البحر تكمن في اختلاط مياها بمياه البحر فوز خروجها من النبع.
وأوضح يازجي أن شركة "نامفيا" الفرنسية حاولت إجراء دراسات حول استثمار مياه هذه الينابيع في سورية إلا أنها لم تتوصل إلى "اصطياد" مياه عذبة بشكل كامل من داخل البحر.
وأشار إلى أن شركة "آي بي جي" السويسرية أجرت دراسات ضمن مشروع لجر جزء من فائض مياه الساحل السوري إلى دمشق وريفها, وبينت إمكانية الاستفادة منذ هذه الينابيع عبر استثمارها من اليابسة قبل وصول مياهها إلى البحر مع دراسة عدم تسرب المياه المالحة إلى اليابسة.
وأوضح الخبير أن تجارب تنفيذية أجريت في هذا المشروع من خلال ثلاثة عمليات سبر في منطقة جنوب بانياس وثلاثة أخرى في منطقة عمريت جنوب طرطوس وبينت إمكانية الحصول على أكثر من متر مكعب في الثانية من خلال ستة آبار لاستثمار مياه الينابيع قبل وصولها إلى البحر بمؤشرات استثمار ممتازة, ولا تزال الدراسات مستمرة حتى الآن وأصبحت في مرحلتها الثالثة.
وأشار الخبير الجيولوجي إلى الأهمية الكبيرة لمشروع استثمار فائض مياه الساحل السوري بما فيها الينابيع داخل البحر, للاستفادة منه جزئيا في الساحل, وبالمطلق فيما بعد من خلال مشروع جر المياه إلى دمشق وريفها والداخل السوري.
وتواجه سورية عجزا مائيا يقدر بثلاثة مليارات متر مكعب من المياه سنويا, ويزداد هذا الرقم في مواسم الجفاف كما هو حال هذا الموسم وخاصة في المدن الكبيرة مثل دمشق.
يذكر أن الفاقد اليومي من المياه العذبة في البحار والمحيطات في العالم تزيد عن 15 مليار متر مكعب, وهي كمية يمكن تكفي ضعفي عدد سكان الأرض من المياه العذبة فيما لو استغلت. ‏